Reflecting on 10 years عشرة سنوات من الدروس



خلال العشر سنوات الماضية مررت بتغييرات جذرية ونقاط تحول محورية أثرت على اختياراتي وتوجهاتي الأكاديمية بشكل مباشر. أتطرق هنا لنصائح استفدتها من بعض القرارات والفرص والتحديات التي كان لها التأثير الأكبر في شق الطريق الذي لازلت اتعلم بناءه وتعبيده. 

قرار القسم الجامعي

قد يكون قرار اختيار القسم الجامعي أول القرارات التي تنطلق منها سلسلة التحديات والفرص المهنية في حياة الفرد. اكتشفت شغفي بالبرمجة منذ أول حاسبة آلية برمجتها في فيجوال بيسك ولازلت أذكر انبهاري حين اتضح لي أن كل البرامج على سطح المكتب (بما فيها وورد وبرنامج الرسام) ما هي إلا سطور من الأوامر البرمجية كتبها مجموعة من المبرمجين بمهارة ودقة عالية. 
ابحث عن شغفك مبكراً ولا تنتظر من أحد أن يوجهك للقسم الأنسب لك. ليس هناك اختيار خاطئ بشرط أن يكون اختيارك الشخصي نابعاً من اهتمامك بالمجال وبحث مسبق عن الخيارات المتاحة.

فرصة الابتعاث وتحديات الغربة

استحضر كلمات إحدى أعزّ صديقات الغربة الاستاذة هديل القاضي: "الغربة تجربة ثرية لا تقتصر على الدراسة والشهادة، الغربة تصقل الشخصية بل وتعيد بناءها من جديد. تكتشف خلالها نفسك وتتعرف على جوانب فيها لم تكن يوماً تتخيلها."
الحمد لله ثم لحكومتنا الرشيدة على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي أتاح لي ولكثير من أبناء الوطن خوض غمار التجربة واكتساب خبرات تتخطى المعرفة العلمية. في الغربة اكتسبت الكثير، و في الغربة خسرت الكثير. مع ذلك فنصيحتي الأولى لمن يفكر بالابتعاث هي الإقدام على الخطوة التي سيكون لها الفضل بعد الله في تغيير مستقبلك للأفضل باذن الله.

فرص وتحديات البحث العلمي وقرار دراسة الماجستير

في آخر صيف لي في مرحلة البكالوريوس نصحني مشرفي الأكاديمي بالتقديم للحصول على منحة للبحث العلمي الصيفي. في ذلك الوقت لم أكن مهتمة بالبحث العلمي ناهيك عن السعي خلف منحة مخصصة لدعم البحث العلمي. كانت ثقتي بتوصية مشرفي واستناحي للفرصة أهم عوامل إطلاعي على البحث العلمي وتحديداً مجال علم البيانات وتعلم الآلة الذي أضحى لاحقاً مجال بحثي في رسالة الماجستير.
لا تغلق باباً ولا تستبعد فرصة بحجة أنها لم تكن من أهدافك، فقد تكون تلك الفرصة من يفتح لك الكثير من الأبواب التي تقودك لهدفك. كانت تلك الفرصة سبب رئيسي لمتابعة دراسة الماجستير وفتح أبواب عديدة.

فرصة التدريس في الولايات المتحدة

أثناء تحضيري للماجستيرلم أكن متأكدة من توجهي الوظيفي بعد. كان التدريس شغف منذ الصغر ولكن تواجدي في الولايات وسط فرص الوظائف التقنية شجعني لاستكشاف التوجه الصناعي. في تلك الفترة سنحت لي الفرصة تدريس مادة "هيكلة وتنظيم الحاسبات" لطلاب البكالوريوس وبدون أدنى شك كانت تجربة مثرية. تحمل المسؤوليات كموظفة والتفاعل المباشر مع الطلاب كلاهما تجارب أضافت لمحصول المهارات المهنية والشخصية وأضافت لثقتي باهتمامي بالمجال الأكاديمي. استلزم الموضوع الكثير من الوقت والجهد المبذول في استكشاف البدائل وتطوير الاهتمامات للوصول لتوجه يتناسب مع مهاراتي.

تحديات المقابلة الوظيفية

في عام 2016 و 2017 قدمت حوالي 10 مقابلات وظيفية قبل استقراري في وظيفتي الحالية، اكتسبت من تلك المقابلات مهارات شخصية عديدة وتعلمت دروس عملية لن أنساها. يمكن لأي شخص دراسة المهارات الشخصية أو ما يسمى بالـsoft skills ولكن الدرس العملي أشد وقعاً وأدوم أثراً من أي دورة تدريبية. حتى لو كنت لا تنوي الالتحاق بالوظيفة التي تستدعيك للمقابلة، استغل الفرصة واعمل على ضبط ذاتك وتطوير مهارات التواصل وثقتك بنفسك. 
ارتكبت اخطاء عديدة في مقابلاتي الأولى أدت إلى استبعادي لاسباب لا تتعلق بمعرفتي العلمية بل بالمهارات الشخصية اللازمة لاجتيازمثل تلك المقابلات. لا تدع اخطاء الماضي تحبطك بل اجعلها لبنة بناء لتصل لهدفك الأخير.

أخيراً..
الرحلة في واقعها لم تكن مثالية أبداً ولكن الهدف البحث عن مواطن القوة والضعف والبحث عن الدروس وتطويعها في تفادي ذات العقبات في المستقبل. اتطلع للعشر سنوات القادمة بكل ما تحمله من صعوبات ودروس وفرص. 




Comments

  1. مرحبا, جزاكِ الله خيرا, كمتعلم جديد لازلت أبحث عن محتوى عربي يشرح لي المفاهيم الإنجليزية بدقة من شخص عربي خبير, قرأت كل مقالاتك على الرغم من أن مستواي التعليمي ضعيف جدا جدا, لكن كتابتك تحفزني , إذا كنت تعرفين طريق مختصر يمكن أن أتخذه فدليني عليه, وبارك الله فيك, لا تتوقفي عن كتابة المقالات,

    ReplyDelete

Post a Comment